المشاركات

في السياسة ...

صورة
#استهلال  ينقل عن  الشخصية الوطنية والسياسة الراحل  حمدي ولد مكناس قوله إن السياسة لا تتعلم بالحنكية. --  مازال الفريق السياسي للرئيس محمد  الشيخ الغزواني لم يفجر شيئا يذكر في هذا المجال، مع أنه يحاول الاستثمار في نتائج قطاعات أخرى "مع الكف عن تقييم هذه النتائج"، ولكن هذا الاستثمار سيبقى أعرج باعتبارها تدخل في إطار الواجب الطبيعي الذي ينتخب له أي رئيس، يمكن مثلا أنورد مثال التأمين الصحي وخطط الدعم الاجتماعي. في السياسة تكسب النقاط بالسياسة ذاتها، فأين هي التحركات والردود والشروح  السياسية التي كانت تلهي المواطنين خلال سنوات ماضية؟ عن غالبية ما يحدث في الواقع، البطء السياسي جعل المواطنين اليوم يناقشون بحسرة قضية مفخخة جدا مثل توقف المنح والقروض الميسرة من  البنك الدولي (الوكالة الدولية للتنمية) للبلاد. الآن وبعد أن أوشك بالون الهدوء السياسي على أن ينفذ هواؤه ما هو الحل؟ وما هي الخطوة السياسية القادمة من فريق الرئيس؟، ونحن نعرف جميعا أن الحوار المرتقب لن يكون له تأثير طالما طبول الانتخابات تدق بين الحين الآخر، أي أن الناس ستتمترس للمصالح وليس للوطن. يعتقد البعض أن السلاسة السيا

هل استيقظت أخيرا الدبلوماسية الموريتانية

صورة
بعد قرابة الأسبوع على قطع العلاقات بين الجارين المغرب والجزائر، وذلك بمبادرة من الطرف الجزائري، كان من المتوقع أن تكون دول الجوار هي أول من سيتدخل، خاصة مع ضعف جامعة الدول العربية عموما وتأثير الأزمة الخليجية على القرار العربي المشترك. ولكن الإتصالات الموريتانية لتقريب وجهات النظر أو للاستماع من كلا الجارين، يعد أمرا مهما في تعاني دول المنطقة المغاربية في معظمها من مشاكل داخلية، وموريتانيا بالرغم هشاشة ظروفها العامة إلا أنها من بين دول المنطقة الأكثر هدوء ولو على المستوى السياسي.  فليبيا تعيش حالة رفع الدولة منذ العام 2011، كما أن تونس تتخبط في  وضع سياسي حرج إذ عطل الرئيس كل السلطات البرلمانية والتنفيذية، كما أن أقوى الأحزاب يعيش حالة تجديد لم تتضح ملامحها بعد، والجزائر ذاتها ما بعد الحراك ومجيئ الرئيس تبون مزالت تبحث عن طريق الهدوء على خجل، في ما تمثل أزمة كورونا وضعا حرجا للمنظومة الصحية المغربية – وهو وضع محير مقارنة بالدول المحيطة-.  هذا السياق الجيوستراتيجي يجعل موريتانيا مرشحة بقوة لتولي دور الريادة ولو مرحليا والخروج من دور دولة الطرف، الذي حدده لها حسنين هيكل منذ فترة، وحتى إن

عن نهاية المرحلة الفرنسية... البديل الأزمة!؟

صورة
  القصة: "يروى أنه في صبيحة الانقلاب على المرحوم المختار ولد داداه قال له الضباب إن الجيش قد نزع منه الثقة،  غالبا ما يخطر في بالي سؤال هل أصحاب الانقلاب حينها هم الذين وضعوا الثقة في الرئيس المختار فعلا؟". إن الدولة التي لم تعد تملك الطاقة الكافية للصراع من أجل حلفائها وجب الكف عن التخندق في مدارها والسعي وراءها. وفرنسا بما هي جزء من المنظومة الدولية التقليدية كانت في وقت ما قادرة على تحقيق بعض المكاسب لحلفائها الفرانكفونيين بالذات،  ولكنها في الوقت الحالي تحولت إلى واقع جديد كليا، يجعلها لا تملك القدرة على منافسة دول جنوب شرق آسيا (الصين، اليابان، كوريا الجنوبية...)، التي ليس لها طموح يذكر في جمع الحلفاء والأتباع. وهو ما يجعل الرهان على فرنسا في أي مشروع مستقبلي لمنقطة الساحل سيخسر بالضرورة، ففرنسا المنسحبة مؤخرا من مالي والتي قاطعت ورجعت للعمليات مع الجيش المالي، كما  تواجه صعوبة في إدارة مصالحها في المنطقة، لا يمكن التعويل عليها للتأثير فيها، فهي فاشلة في إقناع المجتمع الدولي، جمع تمويل لقوة الساحل منذ قرابة الخمس سنوات، كما أنها لم تستطع تقديم رهانات تذكر للد

القرارات السياسية فعالة هي الأخرى

إن ما لم تدركه البنية السياسية الحالية هو أن القرارات السياسية أكثر فاعية وأقل تكلفة على كل المستويات، في المقابل فإن القرارت الاقتصادية هي قرارت صعبة التحقق وذلك أولا لتكلفتها المالية ثم ثانيا لتكلفتها الفنية الكبيرة والتي لا تتوفر لبلدنا حاليا. بينما تمثل القرارات السياسية فرصة لتحقيق شيء ملموس على أرض الواقع. سياسيا كان على الرئيس الحالي التخلي عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وتأسيس بنية سياسية حتى ولو كلفه الامر خسارة الأغلبية البربمانية وبالتالي فرصة انتخابات مبكرة تثبت سيطرته السياسية. كما أنه كان من الأولى حسم قضية الرئيس السابق مبكرا إما بحبسه وهذه لا زمة إفريقية متكررة، على الرغم من رفضها اجتماعيا ودوليا وحتى إقليميا،   أو بالوصول معه لتسوية بشأن كل شيء وهذه ستحسب له وستخفف من إرباك المجال العام عن الأهم، أو بالعفو عنه ومنع متابعته وهذه ستخول له الاستفادة من ميراثه واستغلاله للتقدم في مشروع تعهداتي الذي يرى وزيره الأول أنه لا يتقدم كفاية. كما أن الرئيس لم يحسم بشكل صارم الحكومة التي يحتاج إذ نجد في حكومته طاقما من مربكا من للشباب والشيب الذين لا يعرف لهم ولاء وليس لهم التأثير

النظر إلى الأمام والنظر إلى الخلف

  إستهلال  "إذا نظرنا إلى العالم بطريقة عقلانية فإنه سيعطينا إجابات عقلانية" هيغل  **  إن الوطن بطبعه بنية مركبة وتعددية، هذه الميزات التي تجعل البعض ينظر إلى الأمام بطريقة مطلقة وهؤلاء الذين يعتقدون عن أنفسهم حتى قبل أن يقول  الآخرون ذلك أنهم مستفيدون من الوضع القائم وأنهم ممثلوه بشكل مطلق دونا عن الآخر. في الطرف الآخر هناك من ينظر إلى الوراء بشكل مطلق أيضا وذلك باعتبار كل يوم مضى من تاريخ الوطن هو مظلومية وتكريس للظلم وهؤلاء يفضلون بشكل أو بآخر التركيز على دور الضحيا بدل أن يكونوا وقود الثورة والتغيير. مسألة النظر إلى الأمام أو إلى الوراء ليست موقفا اختياريا من أحد أي ليس هناك من يقرر إلى أين ينظر بل إن الظروف هي التي تجعلنا ننظر في أحد الاتجاهين، بالتالي نحن نحمل الآخرين مسؤولية توجيه قيمنا ومساهمتنا في المجال العام بشكل مطلق. فالمدافعون عن حقوق النساء وعن العدالة الاجتماعية...الخ من المظلوميات ذات الطابع الوطني،  يظلمون الضحايا بتركيز نظرهم إلى الوراء بشكل كلي وبالتالي هم يفقدونهم أهم قاعدة لبناء الوطن "الثقة" الثقة في البنية، الثقة في أنهم جزء من التغيير الذي ي

الفقراء أيضا يقعون في الفخ

صورة
 القصة  يقدم مرجان أحمد مرجان أنموذجا لقدرة المال في قالب سينمائي فريد بل يمكن أن يوصف بالمتكامل إذا أضيفت له روح وزعامة عادل إمام.  لقد استطاع مرجان أحمد مرجان شراء الشعر وشراء فوز فريق كرة القدم وشراء شهادات مزورة واستطاع شراء دور في المسرحية وأحسن ممثل ومع ذلك فشل في أن يقول "لقد وقعنا في الفخ".  المقال   إن أي سياسة عمومية يلزمها أول ما يلزم أن تكون واعية ومدركة لسياقها المجتمعي والسياسي والاقتصادي، وهذه الاخيرة قد تكون الأهم خاصة بالنسبة للسياسة العامة في مجال التعليم فالأرقام التي تسجل الحكومات والتي تركز على الدخول المدرسي والتسجيل في كشوف المدارس، ليست هي الواقع الحقيقي المتعلق بالاستمرار في التعليم والذي هو عمق المشكل والمعضلة الذي تواجه مجتمعا فقيرا كالمجتمع الموريتاني.  إن افتتاح التعليم من أمبود أو الرياض، لن يحفز الفقراء لجعل التعليم أولوية بل لا يعتبرون مثل هذه الاحداث تعنيهم إذا استثنينا الحشد والتحشيد الشعبي بواسطة سماسرة السياسة، إن السياسة العمومية للتعليم التي لا تراعي الواقع الاقتصادي للمجتمع هي سياسة عرجاء ولا يمكنها الاستمرار دون أن تكون واعية، إن الاستم

رسالة عن التغيير المتشود 3

صورة
رسالة عن التغيير المنشود (3) إن التغيير الأول الذي يجب العمل عليه هو ما يوصف اليوم على شبكات التواصل الاجتماعي بالمجتمع التقليدي، والفكر الرجعي ولخيام، هذه المسميات بالذات هي الروح التي يجب أن نغير، لأن المسالة اليوم تتعلق بتغيير جذري وإحلال قيم جديدة محل القديمة -صناعة الإبدال على لغة أوغست كونت- وليس النقد فقط لمجرد رمي فشلنا على عاتق الآخرين، فأين هي المبادرة التي كان مشروعها وعي الناس فقط وليس قيادتها للثورة على الاطلاق. الخطأ الكبير الذي يتكرر دوما أن الجميع يريدون قيادة الثورة، ولكنهم كسلاء عن التوعية بها. III. غوستاف لوبون "إنه يتعذر على الأمة أن تختار نظمها بل أن تغير روحها"  روح الأمة التي تحدثنا عنها في السابق هي ذاتها التي تحدد النظم التي تحكم المجتمعات يقول الرسول صل الله عليه وسلم، "كما تكونون يولى عليكم"، المجتمعات التي لا تريد أن تتصالح مع ذاتها وتفضل الخنوع والركوع، سيتولى حكمها متجبر يهينها كل يوم، يسرق ثرواتها ويوزعها على حاشيته ويهين مثقفيها ونخبها كل يوم ويتلاعب بماضيها وحاضرها ولا يسعى في رفاهيتها ولا تنميتها، ثم إذا حان موعد الانتخابات يقف أمام