المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٧

تريف السياسة

صورة
"الحداثة مشروع لم يكتمل بعد " يورغن هابرماس يكثر الجدل في علم الاجتماع الحضري حول ظاهرة من قبيل تريف المدينة أو بدونة الحضر  ، و لكن هذه الظاهرة يبد أنها استطاعت أن تمتد إلى السياسة هي الأخرى ،خاصة في جزء العالم الذي تستحكم فيه الديمقراطية الإستدرارية أو ما يمكن الاصطلاح عليه بديمقراطية المصالح الآنية ، هذه الظاهرة و التي كان يعد العالم الثالث هو مركزها بدأت تصعد بعض الشيء في الغرب خاصة مع الحركات الشعبوية و الخطابات العرقية و الفئوية المتعصبة التي اجتاحت الغرب من أمريكا إلى أوروبا و صولا إلى الهند في أقاصي أسيا . بما أن العالم الثالث بمفهومه الآفروعربي يشار إليه دائما كمعقل لديمقراطيات الممكن ذلك الممكن الذي تسيطر فيه القبيلة على المجال و تصارع فيه الدولة في ابسط أدوارها ، فان تريف السياسة برز بشكل كبير في هذا الفضاء أكثر من غيره حيث تمثل سيطرة القبائل و التحالفات الأولية  على المجال الترابي و الحياتي للناس ملمحا مميزا لهذا الفضاء الذي بدأ بخطوات متسارعة إلى ممارسة الديمقراطية دون تحقيق المناط ، خاصة في جوانب الوعي و توفر الآليات الكفيلة بممارسة سياسية شفافة كحد ادني للف

[وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ]

صورة
يثير إشكال تقسيم الإسلام إلى مذاهب و طوائف و شيع وملل بل حتى نحل ، يراد لها أن تكون بمسحة إسلاموية فالدين الذي انزل ليكون رسالة للبشرية جمعاء (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (آل عمران 85) فدون نقاش عن أي إسلام نتحدث ؟ بسبب الكثرة الفكرية و التعددية المذهبية ، فان ظاهرة الإسلاموية داخل المذهب الواحد تطرح إشكالا أكثر تحديدا بل وحتى يظهر جوانب من التعقيد في فهم الخطاب الإلهي ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنهما - و ان طرح مسألة الحجاب (بمفهومه الواسع) و المصافحة  في بلد [إسلامي الدين، سني الجماعة، مالكي المذهب] و بين مكوناته السنية المالكية تفرض هي الاخرى الاعتماد على مقاربتين أساسيتين( 1 إن كان حراما ! 2 إن كان حلالا !). تثير وضعية الناظر البسيط إلى المجتمع الموريتاني إشكال الحياتين المتوازيتين و الإس

الدولة و قانون "اذهبوا فانتم الطلقاء"

صورة
"اذهبوا فانتم الطلقاء"هذا هو الحلم الذي راود العبيد السابقين وبعض المهمشين في موريتانيا و غيرها فحصلوا عليه بموجب مرسوم رئاسي في عهد الرؤساء السابقين  و في فتاوى صادرة عن مجموعة من العلماء في عهد الرئيس الحالي , تعتبر أن أي ممارسة تحمل طابع "العبودية" ليست شرعية وعدى عن السؤال هل يعني هذا أن الممارسات العبودية السابقة كانت شرعية ؟. فاني أفضل التركيز على لماذا لم يتغير وضع هؤلاء الأرقاء السابقين و من في شاكلتهم , إن الحرية و الديمقراطية و المساواة والمكانة و العدل و القانون ...الخ ليست أشيئا تؤكل أو تشرب و إنما هي شعور يحسه الفرد و يعيشه  في حياته اليومية و تعاملاته الآخر. و من هنا بالتأكيد تتجلى مشكلة الأرقاء السابقين  . فعلا قيل لهم "اذهبوا فانتم الطلقاء " و خذوا حريتكم و لكن أي حرية هذه لا تحمل إلا مفهومها الأجوف الفارغ  بلا رأسمال ولا تعليم ولا مكانة فالذين تحرروا من الاستعباد فإنهم خضعوا لاستعباد اخطر و أسوء هو استعباد السوق و المشَغلين الجدد فهم أكثر قسوة حتى من الاستعباد نفسه , و ببساطة من حصلوا على الحرية أو اخرجوا من الاستعباد خرجوا دون الحصو

ثلاث ابتسامات مزيفة ...

صورة
على عجل يرمي الحقيبة ثم ينطلق مسرعا إلى النافذة كعادته في الأسابيع الأخيرة , ولكن اليوم بدا كأنها علمت أو هكذا اظهر مخيلة عمر , تسارع إلى ذهنه أنها أخذت وقتا أطول في فك وثاق نهديها و كأنه تأخر مفتعل , اختفت المسافة الفاصلة بين الغرفتين و تحولت إلى خطوات ثم استدارة صغيرة الممر خالي فوجد نفسه في الغرفة , دون أن تجد مريم فرصة حتى لتتفاجأ كان يلقي بها عنوة إلى المنضدة المخصصة للزينة ,  دون حتى أن يغلق الباب أو يفكر في ما بعد ثواني النشوة . وميض برق ... و أصبحا مستسلمين للواقع و كأن الأرض ما عاد فيها غيرهما , لم يجد عمر ما يقول انسحب من الغرفة و كأن 58 ثانية من سنواته الثلاثين قد محت كل ما عاش و سيعيش , كانت معادلة ظالمة ثواني من نشوة  شيطانية تسلبك كل شيء ثم ستدرك قائلا ألم تجد مكانا أخر لتغيير ملابسها ؟ ألم تكن النافذة مفتوحة عمدا ...؟ , ولكن عودة كابوس تلك اللحظة أصبح أقوى من كل المبررات الأخرى , واصل الخطى خارج المنزل كانت مفوضية الشرطة تبعد حوالي 500 م لا أكثر و كانت التجربة على قصرها  تحمل من البشاعة ما استحق العقاب , عبر الشارع المؤدي إلى مفوضية الميناء 2 أصبح في مقابل الباب

DNA - 07/04/2017 توماهوك على سوريا

صورة

الدولة القبيلة … و القبيلة الدولة

صورة
[ إِنَّ الْأَوْطَانَ كَثِيرَةُ الْقَبَائِلِ يَسْتَحِيلُ أَنْ تَسْتَحْكِمَ فِيهَا الدَّوْلَةَ ] *****         تغذى الجدل  السيوسيولوجي وخاصة في جزئية  علم الاجتماع السياسي المهتم  بالدراسة المتمرسة لما هو قبلي مجتمعي في مواجهة ما هو دولاتي مؤسسي و الصراع لم ينجح في حسم النقاشات الكبرى حول إلى أي مدى تطور النظام القبلي و ما هو التطور الذي دخل على نظام القبيلة في زمن بدأت أبعاد الجينالوجيا و الدم تنزاح نسبيا عن مجال تحليل الجسم القبلي  و أي دولة في مواجهة القبلية المستفحلة ؟؟ قبيلة بلا مقومات منذ إعلان الاستقلال في الثامن و العشرين من نوفمبر أصبحت جميع القبائل رسميا بلا مجال ترابي تملكه لتعطيه و تتحكم فيه و تجعله ملكية خاصة لأعضائها,  هذا التحول فرض على القبيلة أن تكون في مواجهة مباشرة مع الدولة الوليدة التي ملكت الحق في ممارسة السلطة على ( المواطنين ) و المجال هذا التحول دفع بالقبيلة إلى الهامش نسبيا . بالرغم من احتفاظها بغالب مفاتيح المجتمع كنظام الحماية الاجتماعية و التكافل و الفدية و غيرها من مظاهر السلطة الاجتماعية ,  إلا أن هذا لا ينفي كون القبيلة قد أصبحت مجبرة على ال