تريف السياسة
"الحداثة مشروع لم يكتمل بعد " يورغن هابرماس
يكثر الجدل في علم الاجتماع الحضري حول ظاهرة من قبيل تريف المدينة أو بدونة الحضر ، و لكن هذه الظاهرة يبد أنها استطاعت أن تمتد إلى السياسة هي الأخرى ،خاصة في جزء العالم الذي تستحكم فيه الديمقراطية الإستدرارية أو ما يمكن الاصطلاح عليه بديمقراطية المصالح الآنية ، هذه الظاهرة و التي كان يعد العالم الثالث هو مركزها بدأت تصعد بعض الشيء في الغرب خاصة مع الحركات الشعبوية و الخطابات العرقية و الفئوية المتعصبة التي اجتاحت الغرب من أمريكا إلى أوروبا و صولا إلى الهند في أقاصي أسيا .
بما أن العالم الثالث بمفهومه الآفروعربي يشار إليه دائما كمعقل لديمقراطيات الممكن ذلك الممكن الذي تسيطر فيه القبيلة على المجال و تصارع فيه الدولة في ابسط أدوارها ، فان تريف السياسة برز بشكل كبير في هذا الفضاء أكثر من غيره حيث تمثل سيطرة القبائل و التحالفات الأولية على المجال الترابي و الحياتي للناس ملمحا مميزا لهذا الفضاء الذي بدأ بخطوات متسارعة إلى ممارسة الديمقراطية دون تحقيق المناط ، خاصة في جوانب الوعي و توفر الآليات الكفيلة بممارسة سياسية شفافة كحد ادني للفعل الديمقراطي ، هذه السيطرة أتاحت للقبيلة أن تكون مرجعية سياسية و مركز لصنع القرار السياسي بل و فرضت عدم الاتصال بين الأحزاب و القواعد الشعبية التي كان رضا شيخ القبيلة أو المجموعة يكفي للتعبير عن أصواتها مجتمعة ، بل وتعد كلمته مخزنا انتخابيا بحد ذاتها ، و ذلك للسلطة التي يتمتع بها و هو ما جعل الأحزاب السياسية تميل إلى التعامل مع القبائل ، كفعل اقل صعوبة من التعامل مع عموم المواطنين كنوع من تركيز المصالح على الطريقة الآنجلو_أمريكية .
لا يبد جدل تريف السياسة بعيد عن حالة العودة إلى الجذور التي يمر بها الغرب ، سواء في انتخاب ترامب أو تريزا ماي في انجلترا و التقدم الكبير الذي حققه روته في هلندا و حالة الفشل التي يمر بها اليسار الفرنسي في لحظة تقول الأيام الأخيرة للسباق أن يمينيا(ة) متطرفا (ة) قد يكون الرئيس القادم ، كما أن حالة البداوة أو الهمجية التي تعيشها السياسية تبد حتى أكثر وعيا في العالم الثالث الذي يفضل الغرق في حروب داخلية و مخاضات عسيرة تنتهي عادة بانقلابات عسكرية أو تفويضات شعبية لعساكر جدد ، هذه الحالة تبدو متقدمة بالمقارنة مع الاعتداءات الموجهة ضد المهاجرين أو على أسس دينية في الغرب و سواء من الاعتداء على المساجد و قوانين حظر الحجاب و المظاهر الدينية ، كلها أشكال لبداوة تختلف باختلاف الأمكنة و الثقافات ، حيث يمثل الراهب الهندوسي يوغي أديتياناث. الذي أصبح يدير حكومة أوتار براديش، أكبر ولاية هندية والتي يعيش فيها 40 مليون مسلم ، وجها آخر لهذه البدونة التي تمر بها السياسة حول العالم .
بنظرة بسيطة إلى خارطة السياسة العالمية يظهر أن عصر الأذرع المفتوحة قد ولى في كثير أنحاء العالم ، إذا استثنينا كندا و دول كانت دائما هامشية في صناعة القرار العالمي ، و بالعودة إلى السياق الموريتاني كنوع من الهروب من أنموذج الاغتراب الفكري ، فإن مسالة تريف السياسة أو حتى ظاهرة الساسة البداة تظهر بقوة ليس في الفعل السياسي فحسب بل في المنطوق الشعبي و الخطاب السياسي ، حيث أن الأحزاب و الجمعيات هي ملك للأفراد و العمل فيها نمط تداول (الشيخ و المريد) ، و هو ما يجعلها مؤسسات _مع وقف التنفيذ _ مناطقية جهوية و ، في أحسن الأحوال أحزاب تيارات جماعات مصالح ، دون أن يغيب أن القبيلة هي المرجعية الوحيدة للحزب كخزانات شعبية و ورمزية ، بل القبيلة نفسها كمتغير ريفي بدوي تسيطر على الفضاء حتى أصبح دور الدولة متلخص في سد الفراغات التي تعجز القبيلة عنها كالمرافق العمومية و الأمن ... كما يقول البروفسور عبد الودود الشيخ .
يكثر الجدل في علم الاجتماع الحضري حول ظاهرة من قبيل تريف المدينة أو بدونة الحضر ، و لكن هذه الظاهرة يبد أنها استطاعت أن تمتد إلى السياسة هي الأخرى ،خاصة في جزء العالم الذي تستحكم فيه الديمقراطية الإستدرارية أو ما يمكن الاصطلاح عليه بديمقراطية المصالح الآنية ، هذه الظاهرة و التي كان يعد العالم الثالث هو مركزها بدأت تصعد بعض الشيء في الغرب خاصة مع الحركات الشعبوية و الخطابات العرقية و الفئوية المتعصبة التي اجتاحت الغرب من أمريكا إلى أوروبا و صولا إلى الهند في أقاصي أسيا .
بما أن العالم الثالث بمفهومه الآفروعربي يشار إليه دائما كمعقل لديمقراطيات الممكن ذلك الممكن الذي تسيطر فيه القبيلة على المجال و تصارع فيه الدولة في ابسط أدوارها ، فان تريف السياسة برز بشكل كبير في هذا الفضاء أكثر من غيره حيث تمثل سيطرة القبائل و التحالفات الأولية على المجال الترابي و الحياتي للناس ملمحا مميزا لهذا الفضاء الذي بدأ بخطوات متسارعة إلى ممارسة الديمقراطية دون تحقيق المناط ، خاصة في جوانب الوعي و توفر الآليات الكفيلة بممارسة سياسية شفافة كحد ادني للفعل الديمقراطي ، هذه السيطرة أتاحت للقبيلة أن تكون مرجعية سياسية و مركز لصنع القرار السياسي بل و فرضت عدم الاتصال بين الأحزاب و القواعد الشعبية التي كان رضا شيخ القبيلة أو المجموعة يكفي للتعبير عن أصواتها مجتمعة ، بل وتعد كلمته مخزنا انتخابيا بحد ذاتها ، و ذلك للسلطة التي يتمتع بها و هو ما جعل الأحزاب السياسية تميل إلى التعامل مع القبائل ، كفعل اقل صعوبة من التعامل مع عموم المواطنين كنوع من تركيز المصالح على الطريقة الآنجلو_أمريكية .
لا يبد جدل تريف السياسة بعيد عن حالة العودة إلى الجذور التي يمر بها الغرب ، سواء في انتخاب ترامب أو تريزا ماي في انجلترا و التقدم الكبير الذي حققه روته في هلندا و حالة الفشل التي يمر بها اليسار الفرنسي في لحظة تقول الأيام الأخيرة للسباق أن يمينيا(ة) متطرفا (ة) قد يكون الرئيس القادم ، كما أن حالة البداوة أو الهمجية التي تعيشها السياسية تبد حتى أكثر وعيا في العالم الثالث الذي يفضل الغرق في حروب داخلية و مخاضات عسيرة تنتهي عادة بانقلابات عسكرية أو تفويضات شعبية لعساكر جدد ، هذه الحالة تبدو متقدمة بالمقارنة مع الاعتداءات الموجهة ضد المهاجرين أو على أسس دينية في الغرب و سواء من الاعتداء على المساجد و قوانين حظر الحجاب و المظاهر الدينية ، كلها أشكال لبداوة تختلف باختلاف الأمكنة و الثقافات ، حيث يمثل الراهب الهندوسي يوغي أديتياناث. الذي أصبح يدير حكومة أوتار براديش، أكبر ولاية هندية والتي يعيش فيها 40 مليون مسلم ، وجها آخر لهذه البدونة التي تمر بها السياسة حول العالم .
بنظرة بسيطة إلى خارطة السياسة العالمية يظهر أن عصر الأذرع المفتوحة قد ولى في كثير أنحاء العالم ، إذا استثنينا كندا و دول كانت دائما هامشية في صناعة القرار العالمي ، و بالعودة إلى السياق الموريتاني كنوع من الهروب من أنموذج الاغتراب الفكري ، فإن مسالة تريف السياسة أو حتى ظاهرة الساسة البداة تظهر بقوة ليس في الفعل السياسي فحسب بل في المنطوق الشعبي و الخطاب السياسي ، حيث أن الأحزاب و الجمعيات هي ملك للأفراد و العمل فيها نمط تداول (الشيخ و المريد) ، و هو ما يجعلها مؤسسات _مع وقف التنفيذ _ مناطقية جهوية و ، في أحسن الأحوال أحزاب تيارات جماعات مصالح ، دون أن يغيب أن القبيلة هي المرجعية الوحيدة للحزب كخزانات شعبية و ورمزية ، بل القبيلة نفسها كمتغير ريفي بدوي تسيطر على الفضاء حتى أصبح دور الدولة متلخص في سد الفراغات التي تعجز القبيلة عنها كالمرافق العمومية و الأمن ... كما يقول البروفسور عبد الودود الشيخ .
تعليقات
إرسال تعليق