تيك توك منصة للكسلاء

Tik tok منصة للكسلاء 
تمثل الميديا الاجتماعية متنفسا عظيما في وقتنا الحاضر درجة أنه أشير إليها بأصابع الاتهام في حراك كبير كالربيع العربي، إضافة الى إطلاق مواهب كبيرة حول العالم، على الاقل يمكن النظر ل "عبد الله الشريف و يوسف حسين..." كوجوه اوصلتها الميديا الاجتماعية لمستويات كبيرة.
إلا أن الطفرة التي تخلقها ماركة صنع في الصين ظلت دوما وفية لتقاليد ذوي العرق الاصفر "بسيط، سهل، رخيص، لا يتطلب أي خبرة...الخ" وهذا بالضبط ما فعله tik tok الذي يعيش هذه الايام أوج إزدهاره في موريتانيا وفي الاوساط الشبابية بالذات.
إلا أن مجتمعا كسولا بطبعيه حين يجد تطبيقا يقدم قوالب جاهزة بالمونتاج والصوت والفلاتر الحية للصورة بطبيعة الحال لن يبدع، فباستثناء تجارب قليلة يمثل التيكتوك الموريتاني موجة تفاهة كبيرة تغيب فيها حتى اللهجات المحلية أو تقديم محتوى يخدم قضايا جادة أو حتى قضايا تافهة ولكن محلية.

فجل ما يقدم هو مقاطع من منتجات أخرى في سياقات أخرى ليس لها أي دوري في تقديم موريتانيا للآخر أو حتى ملامسة جوانب من ثقافتها وحياتها {لم أنسى أنها مهمة وزارة السياحة ولكن ليس ممنوعا علينا أيضا أن نساهم}.
بطبيعة الحال من الطوباوية محاولة جعل كل الناس يحملون قضايا ويدافعون عنها، خاصة في وقت يتفق فيه المفكرون أننا نعيش نهاية المجتمعي كما نعرفه وننتقل إلى مستوى غير مسبوق من الفردانية.

إن الذي يضيع على بعض المستهلكين للميديا الاجتماعية هو عدم استثمار هذه الأداة الفعالة في أعمال أكثر تأثير وهذا برأي لا يتناقض مع المرح والخفة والمزاح، ولكن المهم ترك بصمة وأثر في مثل هذه المنصات وليس فقط الاستهلاك دون وعي ولعب دور الببغاء في تكرار الآخرين.

 العالم يحتاج دوما للجديد والجديد بأيديكم معشر صناع المحتوى على تيك توك، ولكنكم ترفضون مشاركة العالم قدراتكم وتفضلون اجترار المحتوى وإعادة إنتاج اشياء منتجة اصلا اي "التكرار الممل". لرقصة البطريق ونكت باب الحارة والمقاطع الافريقية أي جفاف هذا؟!!


 #تبصير_سياسي

تعليقات

  1. لو كان العنوان منصة للكسلاء والتافهين لأن مشكلة رواد المنصة ليس الكسل فقط بل هم أكثر نشاطا من غيرهم لكن مستوى التفاهة و ضحالة الفكر وقلة النضج مقزز، حتى بالنظر إلى الواقع تحدثك نفسك بأننا بانتظار جيل لا يحمل رسالة ولا فكرا ولا رؤية للمستقبل، قضت وسائل التوصل على ملكة الإبداع لديه وكأنك أمام أشخاص لا أدمغة لديهم وإن وجدت فهي خاوية من كل شيء له فائدة.
    أدخل منصة يوتيوب مثلا ستجد صناع المحتوى المفيد مشاهداتهم تعد بالأصابع ولكن في الجانب الآخر تجد أصحاب المحتوى الساقط بالملايين خلال ساعات من رفع الفيديو، حتى على مستوى القراءة الشباب لا يقرأ وإن قرأ فهي قراءة لا تنير فكرا ولا تزيد وعيا ولا تنمي ذاتا.
    تلك هي حالة الكثير من شباب اليوم إلا من رحم ربي فاللهم سلم سلم.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وقفة مع رواية الأستاذ الشيخ نوح "أدباي"

لقبيلة في تجليّاتها المُختلفة.......عبد الودود ولد الشيخ

سياسات التشغيل في موريتانيا و دورها في الحد من البطالة