الفن بلغة أخرى 1



الفن بطبيعته مرآة لاي شعب و اي واقع، فنجد ان الموسيقى الرومانسية و العاطفية هي الواجهة التي تنصع الفرق بالنسبة للمجتمعات العربية و هي حالة تمييع مفضوحة للكبت العاطفي كقيمة اخلاقية مسكوت عنها في مختلف السياقات العربية، و هو استثمار حيكم جدا من شركة روتانا التي استثمرت في المسكوت عنه العاطفي و اخرجته في شكل يقبل به مجتمعيا و هو ما خولها كسب ملايين الدولارات من اظهار ذالك الكبت في فساتين اليسا و عمليات السيليكون و البوتوكس في كل فنانة .

في السياق المحلي لا يمكن فصل تلك الدلالة الجنسانية عن الفن كواجهة مجتمعية ففي الاشوار الفنية و غيرها كان ذلك الجانب يظهر بشكل حر و مباشر في عدة سياقات فنية و من مختلف الالوان الفنية سواء منها المربوط بالفئات العليا او الدنيا في المجتمع.
فتظهر في بنجة تلك الحرية المطلقة التي يتمتع بها بلال اذا جاء لادباي (شواس لخدم لجاهم بلال...) حيث تتجاوز هذه الاغنية من بنجة و غيرها كثير الدلالة الفنية البحته الى تفسير بعد اجتماعي اخر يضرب نظرية المحافظة في المجتمع او على الاقل في فئات الحراطين كطبقة كانت ضرورة من تشكلة مجتمع الثقافة البيظانية ،
كما تقول ان المجمتع كان في حالة من المشاعية الجنسية في سياق مجتمعي تعني ان لخدم بامكانهم اظهار زينتهم لبلال و ان بلال ايضا له الفرصة في النظرة الى هذه المفاتن،
و في سياق غير بعيد نقف على شور الراحلة ديمي ابة (تاري تيشيطلا و تاري تللبه...) بالاساس من المحتمل ان يحيل الى هذا الشور الى فن اسبانة و الذي كان فنا موسميا يلحن كمواسم الحصاد و الفزاعة و غيرها، في حين ان السياق الفعلي للشور يحيل الى : (فزاعة آز و التي هي عمل شاق من مراحل متراتبة تبدأ بتكيكير بوعلبة أو تشيلاط ثم بعد ذلك جظع آز و اتجلويجه بطبق و تعود الفزاعات مساء مع الكثير من الاهازيج الاحتفالية غير المتنظمة ...)
هذا السياق اصبح دون دلالة حين تم حمل الشور الى اشويرات الظل و ما يعنيه ذلك من طبقية مجتمعية و هنا بالذات ظهر جزء جديد في الشور هو (مده منطربة) و هي اشارة مباشرة الى سياق العيل و الطافلات و الاماسي الغزلية التي يعيشها ابناء الاسياد .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وقفة مع رواية الأستاذ الشيخ نوح "أدباي"

لقبيلة في تجليّاتها المُختلفة.......عبد الودود ولد الشيخ

سياسات التشغيل في موريتانيا و دورها في الحد من البطالة