هل فهم ترامب عقلية الرجل الفضفاض؟


منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالى البيت الأبيض تغيرت العلاقة بين المركز و الأطراف ،
وغير الرئيس الخامس و الأربعون للمرة الأولى مفهوم الحاجة بين أمريكا -القوة العظمى - و الدول الساعية إلى القرب من مسير البيض الأبيض –والذي يعيش عاصفة إقالات و استقالات هي الأولى من نوعها في تاريخ الرؤساء الأمريكان.
الرئيس الجابي :
في رحلته إلى الرياض و حتى قبل أن يغادر البيت الأبيض غرد ترامب قائلا "إنني انوي أن آتيكم بمليارات من الخليج،و أن من يريد أن تؤمنه أمريكا عليه أن يدفع " . نجح الرجل في جمع العديد من المليارات و على متن طائرته المغادرة الرياض أكد الرئيس نجاح مهمته و غرد عن المليارات من جديد، و لكن ما لم يذكره هو صفقة القرن التي تعد الانجاز الأهم ، التي كانت ضمن النتائج التي انقشع عنها الغبار مع أزمة الخليج الأكبر (مقاطعة قطر ، أو حصارها)  ، و ما أعقبها أكد أن ترامب ذهب لجمع التمويل لجميع مشاريع أمريكا خاصة الحروب و تأمين الأصدقاء الذين لا يرى فيهم ترامب إلا زبناء .
 و  في الظهور الأخير لأحد أقوى الرجال الفضفاضين ، والذي تصرف ترامب أمامه فعلا كجابي بلوحات إعلانية تبين "البقشيش الذي يقدمه المحمي لمن  يحميه "، ثم اتبع ذلك بتجميد تمويل البقاء الأمريكي في سوريا و الإعمار، و لكن نفس الرجل عاد ليطالب ببقاء اترامب في شمال سوريا ، و ذلك يعني في قاموس ترامب أن بن سلمان مستعد لدفع تكاليف البقاء الأمريكي في المعترك السوري .
نهاية عصر المجانية
"سابقا كان في كل ذهن في دول الجنوب حلم الهجرة إلى أمريكا " و لكن مع مجيء ترامب تغيرت العملية بشكل تام ، فبدا بجدار المكسيك و محاولة طرد المسلمين و تشديد قوانين الهجرة التي وصلت قبل أيام حسابات التواصل الاجتماعي .
ترامب الرئيس حرص على الصراحة منذ وصول البيت البيض على تغيير فكرة العالم عن أمريكا الغنية المستغنية إلى أمريكا مقدمة الخدمات على طريقة شركة "بلاك ووتر " و جورج نادر ، فهو لم يتردد في القول "من يريد أن تؤمنه أمريكا فل يدفع ".
إذا لم يعد هناك شيء بالمجان ، فالولايات المتحدة التي كنا نعرف قد انتهت و إلى الآبد على الأقل في زمن دونالد ترامب .
فالرجل غير اللعبة  و فهم أن الرجل الفضفاض مستعد لدفع أي مبلغ مقابل إشباع حاجاته ، و  ما العرض الذي قدمه ترامب أمام ولي العهد السعودي و الابتسامة التي كان يبديها ، و الأوراق التي كشفتها صحف أمريكية عن مساعي عربية  لشراء نفوذ (تأسيس لوبيات ) في الولايات المتحدة ، إلا دليل قاطع أن أمريكا تغيرت عقليتها إلى غير رجعة و أن منطق التجارة بات يحكم مبدأ الهيمنة ، و الذي أصبح في السنوات الماضية مهمة تنفرد بها روسيا ، التي تفرض نفسها في أزمات الشرق الأوسط في حين يفرض ترامب وطاقم عمله أنفسهم في الشرق  الأوسط ولكن على مستوى المصارف فحسب.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وقفة مع رواية الأستاذ الشيخ نوح "أدباي"

لقبيلة في تجليّاتها المُختلفة.......عبد الودود ولد الشيخ

سياسات التشغيل في موريتانيا و دورها في الحد من البطالة