المملكة التي بدأت تغيب عنها الشمس
منذ رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز و المملكة العربية السعودية ، تتخبط في أزمة إدارة جوار بشكل صريح فعدى عن الجبهة الإيرانية و الإسرائيلية فان المملكة فتحت جبهة إسلامية و عربية و حتى أزمة محلية أكثر تعقيدا من سابقاتها ، كل هذه الأزمات التي يتوخى منها تأمين عرش ولي العهد الحالي سيكون لها كبير في وضع عرش الملك القادم على رمال متحركة في منطقة تسهل فيها التحالفات و على جميع الأصعدة .
مثل وصولك الملك سلمان لعرش المملكة العربية السعودية أكثر المراحل المشابهة للبداية الأولى لحكم آل سعود ، فللمرة الأولى بعد الجد المؤسس تكون المملكة في حرب مفتوحة ، في خاصرتها الأخطر اليمن التي تعد امتدادا طبيعيا للمملكة و خاصة في الجوانب الاجتماعية و الإستراتيجية ، و هو ما جعلها تسرع لمواجهة التحرك الحوثي -بالرغم من كونه اعتداء على شرعية سياسية- إلا إن السعودية كانت مدفوعة بالخوف من اقتراب الجبهة الإيرانية معتبرة الحوثيين يخوضون حربا بالوكالة عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، التحالف العربي الذي تحمس له الملك سلمان و ولي ولي عهده وقتها محدل بن سلمان ، دفع بالسعودية إلى حرب كان من المفروض أن تكون مسالة أسابيع لكنها طالت أكثر من ذلك بكثير ، و حتى عاصفة الحزم تحولت إلى إعادة الأمل دون يعني ذلك تحولا على الأرض ، في ظل استمرار قوة الحوثيين الميدانية و زيادة الحالة الإنسانية سوءا ، لتجد المملكة نفسها في مواجهة تهم جرائم ضد الإنسانية ، و قتل مدنيين بالعمد و حتى التهم التي تلاحق شريك المملكة الأول الإمارات بإنشاء سجون و معتقلات سرية ، مما مثل انحرافا حقيقيا في مسيرة التحالف الذي لم تشارك فيه مصر بقدر كبير و غادرته قطر لاحقا و كان معظم أعضائه عدى الخليجيين من الفقراء ،
السعودية يبد أنها لم تكتفي بالجبهة اليمنية لتخلق جبهة أخرى من العدم بحصار قطر بتهمة الإرهاب ، الذي يكفي النظر إلى القاعدة لمعرفة مدى مساهمة السعودية في صناعة أسطورة "الجماعات المسلحة العالمية " ، حصار قطر زاد الشرخ في البيت الخليجي خاصة أن الكويت و عمان اختارتا الحياد ،
التهريج الكبير الذي شهدته زيارة ترامب للرياض بقمتين خليجية و إسلامية ، و القرارات المفاجئة و رحلة ترامب التاريخية –بأثر رجعي- بين الرياض و تل أبيب ، جعلت الموقف السعودي أكثر حرجا أمام الرأي العام العربي ، الذي صعق من الموقف السعودي الرسمي و الإعلامي عقب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل و خاصمة من القمة الإسلامية الطارئة المنعقدة في اسطنبول (13-12-2017) ، التي خيبت السعودية فيها الآمال بشكل تام سواء من حيث الحضور أو التغطية التي خصصها الإعلام السعودي للقمة و للقضية بشكل عام .
جبهات السعودية في عهد آل سلمان لا نهاية لها فقد أصبح التنسيق مع إسرائيل أمرا باديا للعيان خاصة في تصريحات بعض المقربين من الملك الجديد ، بضرورة نهاية الكره للكيان الصهيوني و الاعتراف به ، و قد وصل الأمر بالبعض أن نفى معرفته بحق الفلسطينيين التاريخي في الأرض، مطالبا بالاحتماء بإسرائيل من "المد الإيراني" ، في الأثناء تم التركيز على الحرب ضد العدو الإيراني الذي كان من الفروض أن يكون أخ دين على الأقل ، فان المواجهة مع إيران التي نقلتها السعودي إلى لبنان و اليمن –الذي يعيش وضعية إنسانية كارثية في ظل الحصار من التحالف- يظهر أن السعودية مستعدة للابتعاد في هذه المواجهة حتى ولو تطلب الأمر التحالف مع إسرائيل .
الأمير بن سلمان الذي بدأ يمهد طريق العرش لنفسه زاد على الأزمات الخارجية بأزمة أكثر تعقيدا و هي أزمة فندق الرياض الذي شهد احتجاز عشرات الأمراء و الوزراء السابقين و رجال الأعمال ، وقد خرج إلى العلن طلب تسوية مالية مقابل حرية المحتجزين ، و إن كانت حملة الاعتقالات وسمت بمكافحة الفساد فإن يخت بن سلمان رئيس هيئة مكافحة الفساد الوليدة و لوحة مخلص العالم ، كلها أحداث تدفع إلى الاستهجان منه إلى الإيمان أن الأمر على ظاهره (مكافحة فساد).
المملكة الآن في أزمة حقيقية ليس آخرها الدفع بأرامكو إلى الاكتتاب العمومي ،و مشاريع البحر الأحمر غير المنجزة و التي تتكلف ملايين الدولارات ، هذا مع الحملة التي يقودها ولي العهد الشاب من اجل تجديد جلد المملكة الديني و الذي بدأ باعتقال عشرات الشيوخ و الأئمة، فانه على حكام السعودية ترميم صورة العائلة المالكة أمام عيون مجتمع محافظ بعد ما فتح ملف الفساد و خاصة (لوحة مخلص العالم و اليخت) كما على السعودية الخروج من أزمتي اليمن و قطر و استقالة الحريري (المتراجع عنها )بشكل مشرف ، فاليمن اليوم يعيش كارثة إنسانية و تمدد مستمر للحوثيين فالسعودية إما أن تعترف بالهزيمة أو تنزل بثقلها في حرب استطاع الحوثييون نقلها بسهولة إلى عمق المملكة مما يجعلها غير محسوبة العواقب ، كما على السعودية التخلص من حصار قطر الذي زاد الدولة المستضيفة لكأس العالم قوة و صمودا و فتح لها باب اتفاقيات جديدة شملت أوروبا و إيران نفسها العدو الأزلي للملكة -كما صورتها الأخيرة - ، كما سيكون على الملك سواء الحالي أو حتى القادم تحديد الموقف بشكل دقيق من العلاقة مع إسرائيل التي يروج لها بدون هوادة .
محمد بن سلمان كرجل يصنف الآن الأقوى في المملكة ، يعرف انه ملزم بحسم جميع هذه الملفات خاصة الداخلي منها إن أراد أن يكون ملكه كما يتصور فالإجماع العائلي سيكون ضرورة له بكل الأحوال و إخماد الجبهة الداخلية مهم من اجل أن تستعيد المملكة دورها الإقليمي و العالمي ، مع تراجع سوق النفط و كثرة المتنافسين على صدارة المشهد العربي و الإسلامي في ظل صعود قطر عربيا و تركيا إسلاميا و ما ميز هاتين الأخيرتين من قدرة على بناء علاقات إستراتيجية و استغلال مجالها الجغرافي بشكل جيد فقطر تضم قاعدة العديد الإستراتيجية فيما تحتضن تركيا أهم قواعد النيتو.
مثل وصولك الملك سلمان لعرش المملكة العربية السعودية أكثر المراحل المشابهة للبداية الأولى لحكم آل سعود ، فللمرة الأولى بعد الجد المؤسس تكون المملكة في حرب مفتوحة ، في خاصرتها الأخطر اليمن التي تعد امتدادا طبيعيا للمملكة و خاصة في الجوانب الاجتماعية و الإستراتيجية ، و هو ما جعلها تسرع لمواجهة التحرك الحوثي -بالرغم من كونه اعتداء على شرعية سياسية- إلا إن السعودية كانت مدفوعة بالخوف من اقتراب الجبهة الإيرانية معتبرة الحوثيين يخوضون حربا بالوكالة عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، التحالف العربي الذي تحمس له الملك سلمان و ولي ولي عهده وقتها محدل بن سلمان ، دفع بالسعودية إلى حرب كان من المفروض أن تكون مسالة أسابيع لكنها طالت أكثر من ذلك بكثير ، و حتى عاصفة الحزم تحولت إلى إعادة الأمل دون يعني ذلك تحولا على الأرض ، في ظل استمرار قوة الحوثيين الميدانية و زيادة الحالة الإنسانية سوءا ، لتجد المملكة نفسها في مواجهة تهم جرائم ضد الإنسانية ، و قتل مدنيين بالعمد و حتى التهم التي تلاحق شريك المملكة الأول الإمارات بإنشاء سجون و معتقلات سرية ، مما مثل انحرافا حقيقيا في مسيرة التحالف الذي لم تشارك فيه مصر بقدر كبير و غادرته قطر لاحقا و كان معظم أعضائه عدى الخليجيين من الفقراء ،
السعودية يبد أنها لم تكتفي بالجبهة اليمنية لتخلق جبهة أخرى من العدم بحصار قطر بتهمة الإرهاب ، الذي يكفي النظر إلى القاعدة لمعرفة مدى مساهمة السعودية في صناعة أسطورة "الجماعات المسلحة العالمية " ، حصار قطر زاد الشرخ في البيت الخليجي خاصة أن الكويت و عمان اختارتا الحياد ،
التهريج الكبير الذي شهدته زيارة ترامب للرياض بقمتين خليجية و إسلامية ، و القرارات المفاجئة و رحلة ترامب التاريخية –بأثر رجعي- بين الرياض و تل أبيب ، جعلت الموقف السعودي أكثر حرجا أمام الرأي العام العربي ، الذي صعق من الموقف السعودي الرسمي و الإعلامي عقب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل و خاصمة من القمة الإسلامية الطارئة المنعقدة في اسطنبول (13-12-2017) ، التي خيبت السعودية فيها الآمال بشكل تام سواء من حيث الحضور أو التغطية التي خصصها الإعلام السعودي للقمة و للقضية بشكل عام .
جبهات السعودية في عهد آل سلمان لا نهاية لها فقد أصبح التنسيق مع إسرائيل أمرا باديا للعيان خاصة في تصريحات بعض المقربين من الملك الجديد ، بضرورة نهاية الكره للكيان الصهيوني و الاعتراف به ، و قد وصل الأمر بالبعض أن نفى معرفته بحق الفلسطينيين التاريخي في الأرض، مطالبا بالاحتماء بإسرائيل من "المد الإيراني" ، في الأثناء تم التركيز على الحرب ضد العدو الإيراني الذي كان من الفروض أن يكون أخ دين على الأقل ، فان المواجهة مع إيران التي نقلتها السعودي إلى لبنان و اليمن –الذي يعيش وضعية إنسانية كارثية في ظل الحصار من التحالف- يظهر أن السعودية مستعدة للابتعاد في هذه المواجهة حتى ولو تطلب الأمر التحالف مع إسرائيل .
الأمير بن سلمان الذي بدأ يمهد طريق العرش لنفسه زاد على الأزمات الخارجية بأزمة أكثر تعقيدا و هي أزمة فندق الرياض الذي شهد احتجاز عشرات الأمراء و الوزراء السابقين و رجال الأعمال ، وقد خرج إلى العلن طلب تسوية مالية مقابل حرية المحتجزين ، و إن كانت حملة الاعتقالات وسمت بمكافحة الفساد فإن يخت بن سلمان رئيس هيئة مكافحة الفساد الوليدة و لوحة مخلص العالم ، كلها أحداث تدفع إلى الاستهجان منه إلى الإيمان أن الأمر على ظاهره (مكافحة فساد).
المملكة الآن في أزمة حقيقية ليس آخرها الدفع بأرامكو إلى الاكتتاب العمومي ،و مشاريع البحر الأحمر غير المنجزة و التي تتكلف ملايين الدولارات ، هذا مع الحملة التي يقودها ولي العهد الشاب من اجل تجديد جلد المملكة الديني و الذي بدأ باعتقال عشرات الشيوخ و الأئمة، فانه على حكام السعودية ترميم صورة العائلة المالكة أمام عيون مجتمع محافظ بعد ما فتح ملف الفساد و خاصة (لوحة مخلص العالم و اليخت) كما على السعودية الخروج من أزمتي اليمن و قطر و استقالة الحريري (المتراجع عنها )بشكل مشرف ، فاليمن اليوم يعيش كارثة إنسانية و تمدد مستمر للحوثيين فالسعودية إما أن تعترف بالهزيمة أو تنزل بثقلها في حرب استطاع الحوثييون نقلها بسهولة إلى عمق المملكة مما يجعلها غير محسوبة العواقب ، كما على السعودية التخلص من حصار قطر الذي زاد الدولة المستضيفة لكأس العالم قوة و صمودا و فتح لها باب اتفاقيات جديدة شملت أوروبا و إيران نفسها العدو الأزلي للملكة -كما صورتها الأخيرة - ، كما سيكون على الملك سواء الحالي أو حتى القادم تحديد الموقف بشكل دقيق من العلاقة مع إسرائيل التي يروج لها بدون هوادة .
محمد بن سلمان كرجل يصنف الآن الأقوى في المملكة ، يعرف انه ملزم بحسم جميع هذه الملفات خاصة الداخلي منها إن أراد أن يكون ملكه كما يتصور فالإجماع العائلي سيكون ضرورة له بكل الأحوال و إخماد الجبهة الداخلية مهم من اجل أن تستعيد المملكة دورها الإقليمي و العالمي ، مع تراجع سوق النفط و كثرة المتنافسين على صدارة المشهد العربي و الإسلامي في ظل صعود قطر عربيا و تركيا إسلاميا و ما ميز هاتين الأخيرتين من قدرة على بناء علاقات إستراتيجية و استغلال مجالها الجغرافي بشكل جيد فقطر تضم قاعدة العديد الإستراتيجية فيما تحتضن تركيا أهم قواعد النيتو.
تعليقات
إرسال تعليق