(الترامبية ) ... الانكشاف الأمريكي الكبير
(لو مر الغرب و خاصة أوروبا و أمريكا بما مرت به المنطقة العربية
من أزمات لكان أكثر قبلية من الدول العربية بما فيها اليمن وموريتانيا ) د . محمد
بدي ولد أبنو
---
منذ دخل السباق الرئاسي الأمريكي مرحلته الأخيرة وتم اقتصار الصراع البيضاوي بين هيلاري كلينتون
و دونالد ترامب (الآنجلوسكسونيين الأبيضي البشرة ), حتى ظهر الحنق الشعبي من موافق
رجل المال الذي لا يتردد أي أمريكي بوصفه بالمثير للجدل وخاصة في مواقفه من
المهاجرين و المسلمين , خاصة حين أهان أسرة جندي أمريكي مسلم , مما دفع إحدى أقوى
اللوبيات الأمريكية إلى التحرك ضد ترامب (لجنة المحاربين القدماء ) ,هذا إضافة إلى
الانقسام داخل الحزب الجمهوري الراعي و لن قول الداعم لترامب . ما اعتُقِد انه
سيفيُض كأس رجل المال عديم الخبرة السياسية ,كانت تتمتع به المرشحة الديمقراطية
كلينتون فهي من الذين عاشوا طويلا في البيت الأبيض (كسيدة أولى و كوزيرة للخارجية
) وهو ما يعطيها خبرة طويلة بخبايا
السياسة الأمريكية الداخلية و الخارجية
هذا مع وضعها الشعبي الذي أظهرت استطلاعات الرأي و الإعلام العالمي تقدمه بفارق
مريح وصل في أسوء الأحوال إلى فارق نقطة
مع المرشح الذي بدا منبوذا من حزبه و حتى من الشعب الأمريكي خاصة مع ظهور ملفات
كعلاقته المشبوهة بروسيا و عدائه للنساء ولكن كيف انقلبت معايير أمريكا التي حاولت
التسويق لها ( الانفتاح المساواة الحرية و عمى الألوان (الأعراق و الأديان و النوع )) و كيف تلاعب الشعب الأمريكي
باستطلاعات الرأي و حول مراكز و مجلات عالمية تنبأت بفوز كلينتون إلى مادة للسخرية و التهكم الإعلامي .
الدولة العميقة تريد ... وليس الشعب
اظهر الجهاز اللوبي في الولاية المتحدة
رغبة كبيرة في أن تصل كلينتون السلطة هذا مع الإشارة إلى أن اليهود تصالحوا مع
اترامب بعد سقطته الأولى و عودته للاعتذار و أن ينقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلا
أن الزوائد التي تتحكم في البيت الأبيض ومن سيدخله كانت ترى في كلينتون خيارا أكثر
نعومة وقبولا و لذلك شهدنا هذه اللوبيات تطلق إعلامها و مراكزها في وجه ترامب الذي استطاع الصمود ماليا بالرغم من الإحباط الذي أصاب حملته مما دفع رئيس الحلمة مانوفورم للاستقالة ,
كانت المؤسسات الدولاتية في أمريكا متخوفة من وصول ترامب للمكتب البيضاوي خاصة مع
نواياه المكشوفة عسكريا و قلة خبرته و اهتمامه بالسياسية الخارجية التي تمثل
الاستثمار الأكبر لأمريكا التي نعرفها الآن .
إلا أن المواطنين الأمريكيين كانوا أكثر
نفعية _(قبلية على الطريقة الغربية و ليست لغة ميكيافلي)_ من مما تقوده إليهم أجهزتم الرسمية ليخذلوا
العالم قبل السلطات الأمريكية بتصويتهم بكثافة لترامب الذي سحق الرئيسة التي
انتخبتها استطلاعات الرأي بما يقارب 278 صوتا في المجمع الانتخابي و هو ما يعني أن
الشعب الأمريكي قد مل من رسم ابتسامة استقبال المهاجرين و حتمية التعايش مع الأغراب
(بما فيهم السكان الأصليون ) و مل هجمات
المهاجرين , انتهي عصر السياسي التقليدي و وعود ريادة العالم الحر و أن العالم
الحر لم يكن موجودا أصلا و الآن زالت الفقاعة و انقشعت الخديعة الكبرى للساسة الخارجية الأمريكية و
سقطت أمريكا سقطتها الثالثة بعد سجن غوانتنامو و حرب العراق ثم انتخاب اترامب ,
الذي يرسل رسالة واضحة مفادها إن الشعب الأمريكي هو أيضا عنصري هو أيضا يكره
المهاجرين هو أيضا غير منفتح وبحاجة إلى مشاريع لمكافحة التطرف ... من علامات العالم
ثالثية كحالة يعيشها الشرق الأوسط وإفريقيا و أجزاء من آسيا و بانتخاب ترامب فان هذا الشعب إنما يعبر عن
ذاته بديمقراطية فهل حصلت أمريكا على الرئيس الذي ينا سبها لتكون صريحة مع نفسها و
العالم أنها دولة ذات تقاليد و ضمير عنصري تستدعيه إذا استدعت الحاجة (لا امرأة
تحكم أمريكا و يجب أن يبقى الرئيس انجلوسكسونيا حتى ولو كان دونالد ترامب و أوباما
هو حالة منفردة وليست قياس ) .
هل تعيش أمريكا مرحلة الأنماذج
اعتقد البعض أن نجاح كلينتون سيكون امتدادا
لنجاح أوباما كأول رئيس اسود لأمريكا و أن كلينتون كان الهدف من ترشيحها كما هو
حال أوباما عكس صورة عن أمريكا ما قبل ترامب (أمريكا الحرية والمساواة ) و خلق
حالة تعاقب الأنماذج فبعد أول رئيس اسود تصل أول امرأة (...) لتبدأ موجة جديدة في ما كان يوصف
بالحلم الأمريكي , و لكن مسالة النوع و ما
وجه كثيرا كانتقاد إلى المسلمين خاصة و العرب , في إهدار الحقوق السيادية للمرأة (لَنْ
يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً
) [حديث شريف رواه البخاري و النسائي في سننه ] ,ظهر أن الشعب الأمريكي غير بعيد تماما عن هذه
الرؤية و إن ما يوصف بالتخلف ليس ظاهرة [عالم ثالثية] فقط , ومع الحراك الذي شهده الشارع الأمريكي ضد نجاح ترامب فان
نسب إلغاء النتائج أو إعادة الانتخابات أو حتى الفرز معدومة تماما خاصة مع تحديد
الفئة المصوتة لترامب (البيض, البروستات , الانجلوسكسون ) هذه الطبقات ليست سكان
مدن بالأساس , إلا أن تأثيرها قوي جدا وقاعدتها عريضة . بالتالي ما يوصف إعلاميا
(بالترامبية كحالة سياسية )ما هي إلا حالة الشعوب الغربية التي ضاقت ذرعا بسياسة الأبواب
المشرعة ولنا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اكبر دليل على هذه الحالة التي
وصلها الفضاء الحرياتي في الغرب المنفتح
كما تظهر أمثلة ذلك كـ(بغيدا و النازيون
الجدد في ألمانيا . وغيرها من الحركات الراديكالية التي بدأت تنتشر
في الغرب ...) التي كان الهدف منها تصدير الأنماذج
الغربية إلى دول المفشلة تنمويا بالرغم من قوت مواردها الأولية .
و امتدادا لما قال الدكتور ولد
أبنو فان مسالة التحول التام التي كنا نعتقد أن الغرب وصل إليها ليست إلا صورة
مشوهة أريد للعالم الفاشل تنمويا أن يقتنع
بها كي يشعر بالتخلف ولا يعي أن المسالة هي مجرد اختلاف في كيفية إدارة الفضاء
العمومي و من يملك السلطة لذلك
دمت مبدعا ايها الشبل الاسود الكبير
ردحذف