الاستثمار في الجوع ... الشيخ الحسن البمباري
بقدر ما يؤمن الإنسان الواعي بأنه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"
« فانه يؤمن أيضا بأنه "بغير الخبز لا يحيا الإنسان "
وبأن من يتحكم في خبزه
قادر على التحكم في فكره وتعطيل عقله وإلغاء قدرته على ممارسة كل ما هو رفيع من ملكاته
وقدراته. د .فؤاد وكريا.
*******
بات من العادي أن يكون
الجوع سلاح في وجه الجياع أنفسهم وتحركه
مجموعة من الجياع لأغراضها الخاصة , العاطلون من الشباب اليوم-أو المعَطلون
إلى حد كبير- سلاح أساسي للدعاية السياسية و المآرب الشخصية لمجموع من جياع
التنصيب و التوزير ودخول عش الحاشية .
فبات لكل و"زير و غفير و جرير... وطامع أو طالب لأحد
المناصب السابقة وغيرها " جيش من الفقراء يمثلون يده التي يصفق بها و يضرب بها
"خصومه" و يهاجم بها و الذريعة التي يفق وراءها كي لا تحترق ثيابه من مجالسة
"صاحب الكير " و إن كان هذا الأخير ينفخ لتنضج طبخة المستثمر المتعالي
على الطلب المستفيد من الإجابة.
شباب بالجملة دفعهم الفقر و البطالة إلى بيع أدمغتهم و أحلامهم و مبادئهم و توجهاتهم ... مقابل فتات
دراهم و قنطار وعود تتلاشى ما إن يصل الشاري إلى مراده من الاستثمار في جوع هؤلاء
الفقراء.
و ساهمت التقنيات الجديد "فيسبوك.. و أخواته"في رواج
الاستثمار في جوع الواقفين في آخر الطابور
, ففي فكل صبيحة نصحوا على مئة صفحة تمجد فلان و نمسي على أضعافها تهاجم علاٌن. و
يقف وراء هذه السوق جيش من الجياع يشترى منه تعب سنين في دقائق مقابل "أواقي
في الجيب وأمل في إخراج وحش الجوع الذي استوطن بطنه وخلصه من رنين المبادئ و
الأخلاق - (الجوع هو من يحدد مبادئ الفقراء )- وكل ما قد يجعله يفهم انه مجر حمل بين أنياب
أسود مقابل منصب ما يشترون ويبيعون في "***" ..".
"إذا كانت الغاية تبرر الوسيلة" فان الاستثمار
الممنهج في الجوع الاستغلال الواضح للجياع بات معادلة ثابتة في "باراديغم
" الصعود السياسي و الترقي سلم السلطة ولو على حساب حفنة من العاجزين و
المضرين إلى أن يكون جيش جياع لخدمة حفنة من المتحكمين في مصادر الموارد المادية
"فكيف لم يعي هؤلاء أنهم يتحكمون في شيء أهم هو الموارد الفكرية و
العقلية؟" .
"يا جياع العالم اتحدوا " كارل ماركس (بتصرف).
Bembary
تعليقات
إرسال تعليق