الزواج في موريتانيا رؤية طبقية
"في
حوار اثر عن النبي "ص" واحد أصحابه قال للنبي من آمن بك وصدقك ألا يزوجه
الله الحور العين؟ قال "ص" صدقت فقال الرجل فما بال قومك لا يزوجونني؟
"
أسال الزواج المغلق في موريتانيا الكثير من الحبر وتكلم العديد
من الباحثين والمفكرين وحتى الشخصيات العامة عن ضرورة التخلي عن هذه الطقوس
القبلية التي يؤرخ لها منذ أيام "قفا نبكي" وركبت الدولة الموجة باعتبار
رفض بعض الشرائح الزواج من شرائح أخرى ومهما كانت مبررات ذلك الرفض اجتماعية أو ثقافية
أو سياسية هو انتهاك وتجاوز للوحدة الوطنية , حتى أن البعض نادى بأن تحمل الدولة
على عاتقها مهمة تبادل النساء و الرجال بين الشرائح الاجتماعية الموريتانية.
والدعوى في كل ذلك أن الشرائح المهمَشة ترى في هذا الرفض إهانة لها واحتقارا لها
باعتبارها اقل منزلة و مكانة في حين ترى الأخرى انه تصرف عادي وطبيعي في سياق
اجتماعي يفرض ما يريد على الأفراد فالزواج من بعض الشرائح يعد انتحارا اجتماعيا في
أخرى فلماذا يطلب من احد ما أن يبادر في وقت سينقلب المجتمع بأسره ضده .
من البعد الاجتماعي للظاهرة هي ظاهرة معقدة عمرها أجيال وأجيال فهل من
المنطقي السعي إلى تغييرها في عدة سنين أو شهور دون ما عمل وتضحية واخذ روح
المبادرة من كل مواطن على حدة .
من البعد السياسي لا يمكن أن نتصور وحدة وطن رهينة بزواج أو طلاق
فالوحدة الوطنية ونظرا لقداستها لا يجب أن تقوم إلا على قوانين وقواعد ثابتة
وراسخة من الجميع وتنتمي إلى الجميع ليجد فيها كل نفسه .
بعد آخر و هو بعد إنساني
فردي لماذا لا يسمح لأفراد المجتمع نساء كانوا آم رجال أن يختاروا شريك
حياتهم برضاهم ومزاجهم دون ضغوط من المجتمع ولا من السياسة .
ثم نحن بعد فتح الزواج بين جميع الشرائح أي هوية وتعريف سيكون
للمجتمع الموريتاني ألا نقضي بطريقة ما على التنوع الثقافي لموريتانيا ثم ألا
يستطيع المتذمرون من مجتمع بمنعهم من الزواج من شرائح أخرى تحقيق ذواتهم وبناء
نجاحهم دون ما مساعدة من هذا الآخر المرغوب لأنه ناجح أو لأنه ابن فلان وليس لأنه أكثر دينا أو ورعا ليجنبوا أنفسهم على
الأقل مشقة "أتزوجني أختك بالرغم من شريحتي ؟"
بقلم : الشيخ الحسن الوالد
تعليقات
إرسال تعليق