"قد سمع الله قول التي تجادلك" .../الشيخ الحسن الوالد
منذ ثلاث سنوات ونحن نحاول تلمس خط للحوار السياسي ولكن الطيف السياسي كلما اقترب الحوار زاد
الهوة اتساعا بينه و انكمش كل طرف على نفسه أكثر . مجموعة الأطراف هذه محكومة
بتحالفات مصلحية أكثر منها سياسية أو تحاورية على الأقل
.
.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي ابرز المشاكل بالنسبة للحوار أو كيف
يمكن أن يذاب جبل الجليد بين الطيف السياسي بأحزابه المائة وشعبه الأقل من أربعة
ملايين ؟
إن اكبر عقبة أمام الحوار هو انه لم يصل يوما إلى مرحلة الحوار
بل ظل دائما جدلا سياسيا إذا صعد زيد يزيد عمر من تحجره ووقوفه عند ما فرض على
نفسه أن تكون ابعد حدود للتفاوض "وكما هو معلوم فان الحوار والجدل ليسا على
نفس المرتبة فمع أن المجادلة من الشيطان فإنها أيضا التحجر عند نفس وعين النقاط
دون قبول أي رأي آخر فيها .
ومن الحكمة بمكان الوقوف عند قدرة النبي صلى الله عليه وسلم في
تجاوز الجدال وتحويله إلى حوار يسمع فيه الآخر محاوره قال تعالى""قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ
فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا
..."" صدق الله العظيم .
إن هذه النقطة بالذات والتي هي تحويل النبي"ص" جدل المرأة إلى حوار هي الحاجة الماسة للحوار
الذي تسعى الأطراف المتجادلة إلى إقامته في موريتانيا فهو لم يتخطى يوما مرحلة جدل
"الطرشان " لا احد يَسمع ولا يُسمع
ولا منبر موحد فيه لجميع الآراء.
وبالتالي إذا لم تتجاوز هذه المعضلة سيبقى هذا العسر السياسي
سائدا إلى إشعار آخر والحوار مؤجل إلى إشعار آخر وبالتالي إعاقة الحياة السياسية
إلى إشعار آخر .
تعليقات
إرسال تعليق