هذا ما أفاض كاس الإخوان / الشيخ الحسن الوالد

يبد أن سنوات الطرد والجلد التي يمر بها الإخوان المسلمين من المحيط إلى الخليج و صلت أخيرا إلى تركيا التي مثل فيها أردغان الذي ملا الدنيا وشغل الناس
بالديمقراطية التي  صنعها والتحول الاجتماعي والاقتصادي الذي أوجده بعد زمن من العلمنة الاتاتوركية , ديمقراطية أشاد بها الغرب ومولها ماديا ومعنويا وباتت نموذجا على الإسلام السياسي منتشلا تركيا من أزمة اجتماعية وسياسية كبيرة إلا أن الربيع العربي وما أعقبه من تحول سياسي و اجتماعي في المنطقة اثر بشكل مباشر على سياسات أردغان مما جعله يتجه إلى اتخاذ مواقف من اتجاهات الربيع العربي فما الذي افشل العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة ؟ الم يتعلم من الدرس العربي أن الشعوب لا تحب طول الاستمرار؟
من ابرز ما يمكن الوقوف عليه في جملة الأسباب التي جعلت الإسلاميين الأتراك أمام خيارات أحلاها مر (الدخول في حكومة فردية مصغرة وهذه ستفشل بكل تاكيد , الدخول في تحالف مع بعض الأحزاب وهذا سيفشل خطط أردغان  لتقوية صلاحيات الرئيس من خلال تغيير الدستور , اللجوء إلى الانتخابات المبكرة  بعد خمس وأربعين يوم هذه ليست بحاجة إلى شرح كنقطة فشل ...)  النزاع مع جماعة عبد الله غولون  الناشطة من قلب الغرب (ودلالة ذالك واضحة) ثم سعي الرئيس للاستمرار بتقوية صلاحياته كرئيس للجمهورية ,الظهور البارز له في المشهد الانتخابي كمناضل عن العدالة والتنمية الحاكم منذو قرابة العقدين  وليس كرئيس للجمهورية ,موقفه الصريح من نتائج الربيع العربي خاصة في مصر وسوريا , هذه الأسباب و النتائج إذا فككت قد تكتمل أبعاد تفسير السقوط الاخواني في تركيا الذين ملأوا  الدنيا  وشغلوا الناس .
لقد كان من الضروري لاردغان كرجل سياسي محنك وكمهندس للنجاح الكامل للتجربة الإسلامية في تركيا أن يدرك أن الشعب التركي  سيقف أمام حكم المرشد  الذي يسعى لتأسيسه من خلال تقوية صلاحياته التي لم يقرا فيها الشعب إلا نوعا من التغول وخلق وسائل الاستمرار للمشروع الاخواني وليس المشروع النهضوي كما يراه أردغان , ثم أن تغييب احمد داوود أغلو عن الواجهة كرئيس للوزراء والحد من صلاحياته ما كان ليمر مرور الكرام على الشعب التركي .
مشكلة أخرى هي الصراع مع الجماعة الإسلامية المدعومة من الغرب  هي جماعة غولون التي مثل الصراع معها نوع من شق الصف الإسلامي خاصة مع حصول هذه الجماعة على دعم مباشر من الغرب ومساحة تحرك جيدة على الساحة الدولية .
صراع المحاور هو الأخر مثل ضربة موجعة العدالة و التنمية في تركيا فدعمه المباشر لجماعة الإخوان المسلمين في مصر التي صقطت بما وصف بالانقلاب من طرف أردغان نفسه واستضاف في تركيا العديد من الوجوه البارزة للجماعة .

عدم الإيمان بالأخر والثقة المفرطة في الذات جعلت الإخوان المسلمين يغردون خارج سرب التفاعل مع الأحزاب السياسية التركية الأخرى وهذا ما جعل هذه الأحزاب تجد فرصة للتفاعل المباشر مع مختلف أطياف الشعب في وقت  كان فيه العدالة والتنمية  يخطط لتغيير الدستور و كيفية الاستمرار أطول وقت ممكن في الحكم , ليستيقظ مطلع ال2015على نتائج مخيبة في الانتخابات البرلمانية المحلية , فهل هذا إيذان بسقوط احد اقوي معاقل الإخوان المسلمين ؟أم أن حنكة أردغان ستكون الفاصل في الأيام القادمة ؟ ولماذا لم يتعلم من الدرس العربٍي آن البقاء لا يدوم سياسيا مهما كان تفاني الحاكم ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سياسات التشغيل في موريتانيا و دورها في الحد من البطالة

وقفة مع رواية الأستاذ الشيخ نوح "أدباي"

في السياسة ...