الأحزاب السياسية الموريتانية (شيوخ ومريدين ) / الشيخ الحسن الوالد

انتشرت موضة الأحزاب السياسية في موريتانيا في مرحلة ما بعد نهاية الحزب الواحد (حزب الدولة )
إلا أن هذا الانتشار اللامسبوق للأحزاب التي ظاهرها السياسي فان الممارسات و سيطرة الأعراف والتقاليد داخل هذه المؤسسات جعلها اقرب إلى مشخيات تسبح وتقدس باسم الشخص الواحد و تعامل الباقين على أساس أنهم أتباع وليسوا مناضلين فاعلين في الحزب وحظوتهم ومكانتهم بقدر رضى هذا الشيخ عن احد مورديه .
هذه الأحزاب و التي يصل عمر بعضها إلى عشرات السنوات لم يغير واحدا منها على الأقل رئيسه ولو لمرحلة انتقالية وهذا هو الاقتباس المباشر من المدارس و المرجعيات ت الصوفية و المشخية التي عرفتا المنطقة وما يميز هذه الأخيرة هو فقط حملها لاسم مؤسسها فلو استطاعت هذه الأحزاب حمل اسم مؤسسها في أوراقها الرسمية لكان حدث مع أن الوعي المجتمعي لا يعرف أسماء الأحزاب إلا بنسبها لشيوخها المؤسسين( فتسمع حزب فلان ) دونما تأثر أو غضاضة في استخدام الكلمة . وفي تشابه سافر تجد أن هذا الرئيس يقرب هذا ويهمش هذا حسب الولاء والطاعة له وليس حسب مجهوده في الحزب فيرشح الرئيس المريد الأقرب له و الأوفى لاستمراره في هذه المشخية في خروج سافر على المبادئ الديمقراطية وتجاوز فاضح لأنظمة الحزب الداخلية والخارجية . وان كان هذا الحزب يعتمد على قرابات وعلاقات شخصية في تحقيق الأصوات و الناخبين , فللحزب خريطة سياسية لا تزداد ولا تتحرك إلا بقدر ما تتسع القبائل الداعمة لمشخية هذا الحزب .

إن الحزب في موريتانيا في الحقيق هو مجرد ذالك الشخص لان الناخبين في الحقيقة  لا يصوتون أو يختارون البرامج و إنما الأشخاص لعلاقات قرابية و جهوية قبلية وليس العكس .لذالك البناء السياسي للحزب يبقى مجرد تلك المؤسسة ذات الطابع التقيليدي التي لا تعرف الشراكة و العمل الجمعي و إنما هي تقوم على الطاعة والولاء والتبعية التامة لذالك نجد أن هذا الحزب مع الوقت يتحول إلى مشخية برئيس يتقمص أعلى درجات القداسة بشرعية سياسية  و تابعين لا مكان لهم إلا بقدر ما يقربهم أو يبعدهم هذا الشيخ .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سياسات التشغيل في موريتانيا و دورها في الحد من البطالة

وقفة مع رواية الأستاذ الشيخ نوح "أدباي"

في السياسة ...