بومديد مدينة المتصوفين ... مشاييخ صنعوا التاريخ

ينقسم تاريخ بومديد بين شيخين طبعوا هذا التاريخ و تنافسوه سواء بعدد المريدين أو الطرق الصوفية التي غالبا ما تتنافس السلطة الزمنية و الروحية فكان جزء من المدينة من نصيب الشيخ محمد عبد الله  ولد الطالب( آدة) البوصادي  (الذي كان على الطريقة القادرية ) و بقيتها للشيخ المختار بن الطالب اعمر بن نوح البوصادي مؤسس الطريقة الغظفية (جد الغظف) مع الاشارة انهما كانا من اديبسات و الأجمل ان للشيخين خؤولة من فخظ أهل نوح في قبيلة اديبسات.

يعد الشيخ ولد آدة   مؤسس مدينة الزيرة _(بومديد القديم (بوميد رقم 1 حسب التصنيف الإداري الحالي )) _ في مقاطعة بومديد التابعة حاليا لولاية لعصابة في موريتانيا
في أربعينات القرن 20الميلادي وقد تصدر في الطريقة القادرية على الشيخ التراد بن الشيخ العباس بن الشيخ الحضرمي بن الشيخ محمد فاضل بن مامين في آقوينيت في الحوض الشرقي
وقد ورد اسم الشيخ ولد ادة في مذكرات الرئيس ولد داداه (إلا ان السياق جاء مجزوءا خصوصا في و صف بمحاولة رشوة للرئيس في المذكرات )
على أن خلاق الرجل و مكانته بين أنصاره من أهل ادوابة و مريده تجارته الجارية مع العديد من الجهات تجعل الدولة في وقتها أكثر حاجة إليه من حاجته هو إليها (رأي محرر النص ) اذ روى بعض الذين شهدوا رحلته الاخيرة الى المدينة المنورة انه كان يحمل عشرات الصناديق من الفضة و الذهب (ببساطة كان رجلا غنيا جدا بمقاييس وقته ).
 كان الشيخ ولد آدة حج ثم رجع إلى موريتانيا ولما كان عام 1961م هاجر نهائيا إلى المدينة المنورة وبقى هناك إلى وفاته رحمه اله تعالى .
وذلك بعد ما وصف بالمضايقات التي تعرض لها من الدولة حيث له جملة مأثورة تتناقلها ألسن ساكنة مقاطعة بومديد تأتي في ما معناه (لا مستقر في هذه الأرض بعد سيطرة انصارة البر ) في إشارة إلى حكم السلطات الموريتانية و حالة الارتباك التي عرفها بداية تأسيس الدولة .
وله أبناء و بنات وقد ميز أسماء أبنائه بان بدأ أسماء الرجال بمحمد (محمد سعدن رحمه الله و محمد غلام يعيش حاليا بين السعودية وموريتانيا محمد لمبارك ... و غيرهم سيذكرون في توسعة هذا الموضوع إنشاء الله إلا انه تجدر الإشارة ان غالبية أبنائه من بنات الجواري).
في الجانب الآخر من مدينة  المتصوفين أسس الشيخ المختار بن الطالب أعمر بن نوح البوصادي الطريقة  الغظفية  (وهو دفين فزان في ليبيا رحمه الله بعد أخذه على شيخه الشيخ محمد الاغظف الداودي الحوضي رحمه الله)
وانتقلت الغظفية الى ذرية الشيخ سيد احمد البوصادي من أولاد بو ياحم (الغظف) وابنه محمد محمود الخلف المشهور والذي منه عائلات منهم أهل الغزواني الذين ينتمي إليهم مشاهير ألان في الدولة الموريتانية يحملون اسم أبناء الشيخ الغزواني (يتبع...) .
صوفيو بومديد لم يحصروا أنفسهم في المريدين بل  كان ثمة مجموعة من آدوابه هي مركز قوة كل شيخ على حدة فكانت الشيخ ولد آدة  يعتمد على (أدبياي) ا(لرك حاليا ) الذي كان التجمع السمع السكاني الأكبر ولكنه انفصل حاليا  إلى مجموعة من القرى , في ما كان مركز الدعم بالنسبة للطريقة الغظفية في تصلح و الواد الأبيض في تكانت (مصدر زراعي ) و الدحارة جنوب غربية مقاطعة بومديد الحالية , حيث ضمنت هذه التجمعات التي  كان غالبية سكانها من فئة الحراطين, مركز دعم لهؤلاء الشيوخ الذين يوفرون ريادة مادية و روحية كانت مركز تأطير و إدارة للجهود التي لم تكن منظمة بما يكفي نظرا للجهل كما ان هذه القرى كانت بحاجة الى تاطير روحي ديني وهو ما وفره هؤلاء الشيوخ  الذين وفروا نظاما اقتصاديا محكما في ذلك المجال الذي كان معزولا بشكل كبير.



الشيخ الحسن البمباري 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سياسات التشغيل في موريتانيا و دورها في الحد من البطالة

وقفة مع رواية الأستاذ الشيخ نوح "أدباي"

في السياسة ...